البحر الأزرق الساحر

WT Writer
Dec 15, 2019
في‭ ‬أعماق‭ ‬البحر‭ ‬الأزرق‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬المالديف‭ ‬تشعر‭ ‬حبيبة‭ ‬عزب‭ ‬بالهدوء‭ ‬وتفتتنها‭ ‬روعة‭ ‬الكائنات‭ ‬الجذابة‭ ‬اللطيفة‭ ‬في‭ ‬المحيط

فوق‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬بدا‭ ‬البحر‭ ‬مظلمًا‭ ‬ومتقلبًا‭ ‬بينما‭ ‬تتساقط‭ ‬قطرات‭ ‬المطر‭ ‬على‭ ‬سطحه‭ ‬الخارجي‭ ‬اللامع‭. ‬وتحت‭ ‬سطحه،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬سكون‭ ‬واتساع‭ ‬وصمت‭. ‬شعرت‭ ‬بساقيَ‭ ‬يفقدان‭ ‬حركتهما‭ ‬الحماسية‭ ‬أثناء‭ ‬اندفاعي‭ ‬بين‭ ‬الموجة‭  ‬والآخرى‭. .‬ولا‭ ‬أرى‭ ‬شيئًا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬مع‭ ‬أن‭ ‬عيناي‭ ‬مفتوحة،‭ ‬ثم‭ ‬مسحت‭ ‬الماء‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬استطعت‭ ‬رؤيته‭ ‬كان‭ ‬امتدادًا‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الموجات‭ ‬المرتطمة‭ ‬التي‭ ‬يتردد‭ ‬صداها‭ ‬الذي‭ ‬غطى‭ ‬على‭ ‬صوتي‭.‬

منذ‭ ‬يومين،‭ ‬بدأتُ‭ ‬رحلتي‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬جزر‭ ‬المالديف‭. ‬أثناء‭ ‬الطيران‭ ‬شرقًا‭ ‬عبر‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬نظرت‭ ‬من‭ ‬نوافذ‭ ‬الطائرة‭ ‬وتعجبت‭ ‬من‭ ‬السرعة‭ ‬التي‭ ‬تخطف‭ ‬بها‭ ‬السحب‭ ‬النظر‭ ‬من‭ ‬البحار‭ ‬الزرقاء‭ ‬الشاسعة‭ ‬البديعة‭. ‬عندما‭ ‬تلوح‭ ‬الجزيرة‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬شعرت‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الظلال‭ ‬تحتها؛‭ ‬أهو‭ ‬زمرد‭ ‬متناثر،‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬لون‭ ‬أزرق‭ ‬سماوي‭ ‬في‭ ‬بعضها‭ ‬الآخر،‭ ‬أم‭ ‬ظلال‭ ‬زرقاء؟‭ ‬بدا‭ ‬المحيط‭ ‬كمزيج‭ ‬من‭ ‬القمم‭ ‬والوديان،‭ ‬مملوءًا‭ ‬ببقع‭ ‬رملية‭ ‬بيضاء‭ ‬وحدود‭ ‬مميِزة‭ ‬للشُعب‭ ‬المرجانية‭ ‬الحية‭. ‬مرت‭ ‬بضع‭ ‬ساعات‭ ‬وكنت‭ ‬احتفظ‭ ‬بقصاصات‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬بالفعل‭. ‬

وبينما‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬أتمالك‭ ‬نفسي‭ ‬من‭ ‬الإعجاب‭ ‬والدهشة،‭ ‬بدأت‭ ‬الطائرة‭ ‬المائية‭ ‬في‭ ‬الهبوط‭ ‬سريعًا‭ ‬وكان‭ ‬الجميع‭ ‬فرحين‭ ‬بالهبوط‭ ‬حتى‭ ‬هبطنا‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬توقف‭ ‬رائعة‭ ‬عند‭ ‬الرصيف‭. ‬كنتُ‭ ‬أسمع‭ ‬صوت‭ ‬الطبول‭ ‬الهامس‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬وبعد‭ ‬رحلة‭ ‬قصيرة‭ ‬بالقارب،قابلتنا‭ ‬وجوه‭ ‬تعلوها‭ ‬ابتسامات‭ ‬جميلة‭ ‬وهتافات‭ ‬مالديفية‭ ‬ساحرة‭ ‬في‭ ‬فيلات‭ ‬أنانتارا‭ ‬كيهافا‭ ‬مالديفز‭. ‬

هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬قلما‭ ‬تحدث‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬حين‭ ‬تجد‭ ‬الكليشيهات،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬بالمنتجع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬كنت‭ ‬أتخيله‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬المالديف؛‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬الرمال‭ ‬البيضاء‭ ‬الناصعة،‭ ‬وسماء‭ ‬زرقاء‭ ‬ملفوفة‭ ‬كدوائر‭ ‬القطن‭ ‬وصفوف‭ ‬من‭ ‬الأكواخ‭ ‬تحيط‭ ‬بها‭ ‬المياه‭ ‬وتبدو‭ ‬كظلل‭ ‬متأنقة‭ ‬تنعكس‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الفيروزية‭. ‬وبدا‭ ‬الأمر‭ ‬وكأنه‭ ‬مرشح‭ ‬لصور‭ ‬Instagram‭ ‬تراه‭ ‬على‭ ‬الحقيقة‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬لماذا‭ ‬قضى‭ ‬الناس‭ ‬عطلاتٍ‭ ‬كاملةٍ‭ ‬في‭ ‬شرنقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬المريح‭.‬عندما‭ ‬وقعت‭ ‬عيناي‭ ‬على‭ ‬أسرّة‭ ‬نهارية‭ ‬متأرجحة‭ ‬ومسبح‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الرخام‭ ‬وحمام‭ ‬خارجي‭ ‬يتفوق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الحمامات‭ ‬الأخرى‭. ‬بعد‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬وجودي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان،‭ ‬كان‭ ‬يصعب‭ ‬علي‭ ‬المغادرة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬مفاتنه‭ ‬المريحة‭ ‬ثم‭ ‬انطلقت‭ ‬إلى‭ ‬الشاطئ‭ ‬بينما‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬الساطعة‭ ‬تغمر‭ ‬البحر‭ ‬بظلالها‭ ‬المذهلة‭ ‬ذات‭ ‬اللون‭ ‬البرتقالي،‭ ‬وتلتقط‭ ‬من‭ ‬عقلك‭ ‬بطاقة‭ ‬بريدية‭ ‬لتقضي‭ ‬به‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭.‬

وقيل‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬المالديف‭ ‬هو‭ ‬أهله‭. ‬فقد‭ ‬ظهر‭ ‬منهم‭ ‬الود‭ ‬والطيبة‭ ‬وحسن‭ ‬الضيافة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬وأصابني‭ ‬سحر‭ ‬معاملتهم‭ ‬الكريمة‭. ‬ورحب‭ ‬بي‭ ‬صديقي‭ ‬الجديد‭ ‬مالديف‭ (‬نعم،‭ ‬كان‭ ‬اسمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬مالديف‭) ‬بكل‭ ‬سرور‭ ‬قائلًا‭ ‬بلغته “Haalu kihineh؟‭ ‬وتعني‭: (‬كيف‭ ‬حالك؟‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬وأنا‭ ‬أركب‭ ‬دراجتي‭ ‬ذاهبًا‭ ‬لتناول‭ ‬الإفطار،‭ ‬تغمرني‭ ‬البهجة‭ ‬والسعادة‭. ‬ولم‭ ‬أرَ‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬موظفي‭ ‬فندق‭ ‬بالكامل‭ ‬محبين‭ ‬لوظائفهم‭ ‬بهذا‭ ‬القدر‭ ‬مثل‭ ‬موظفي‭ ‬أنانتارا‭ ‬كيهافا‭. ‬حقًا‭ ‬فإنهم‭ ‬كمن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬وهكذا‭ ‬يكون‭ ‬تعاملهم‭. ‬يعملون‭ ‬بسرعة‭ ‬خاطفة،‭ ‬ولا‭ ‬ينسون‭ ‬أبدًا‭ ‬أسماء‭ ‬الضيوف،‭ ‬وأفضل‭ ‬مشروباتي‭ ‬منهم‭ ‬كوب‭ ‬من‭ ‬عصير‭ ‬البرتقال‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭. ‬وحين‭ ‬صب‭ ‬لي‭ ‬النادل‭ ‬كوب‭ ‬عصير‭ ‬طازج‭ ‬عند‭ ‬البحر،‭ ‬لم‭ ‬يسعني‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أشكره‭ ‬بابتسامة‭. ‬لكن‭ ‬سبب‭ ‬سعادتي‭ ‬الحقيقي‭ ‬أن‭ ‬سمكة‭ ‬الببغاء‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬ألوان‭ ‬قوس‭ ‬قزح‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬خطوط‭ ‬كانت‭ ‬تصطدم‭ ‬بأنفها‭ ‬على‭ ‬نافذتي‭. ‬هذا‭ ‬المطعم‭ ‬الذي‭ ‬صُوت‭ ‬له‭ ‬كأفضل‭ ‬مطعم‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬وهو‭ ‬يشبه‭ ‬حوض‭ ‬السمك،‭ ‬يقدم‭ ‬تجربة‭ ‬طعام‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬لدرجة‭ ‬أنك‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأسماك‭ ‬التي‭ ‬تسبح‭ ‬بجانبك‭ ‬معروضة‭ ‬في‭ ‬اتجاهك‭ ‬أم‭ ‬الاتجاه‭ ‬الآخر‭. ‬وبينما‭ ‬كنت‭ ‬أنتظر‭ ‬وصول‭ ‬وجبتي‭ ‬الشهية،‭ ‬لاحظت‭ ‬تحالفًا‭ ‬غريبًا‭ ‬بين‭ ‬سلحفاة‭ ‬بحرية‭ ‬وسمك‭ ‬قرش‭ ‬ليموني‭ ‬صغير‭ ‬بجانبه‭. ‬وقد‭ ‬أصابتنا‭ ‬جميعًا‭ ‬الدهشة‭ ‬حينما‭ ‬تابعنا‭ ‬عرض‭ ‬مضايقة‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضًا‭ ‬خلف‭ ‬الجدار‭ ‬الزجاجي‭ ‬المنحني‭. ‬وقالت‭ ‬أنيكا‭ ‬بجوركا،‭ ‬مديرة‭ ‬السبا‭ ‬والعافية‭ ‬والترفيه،‭ ‬وهي‭ ‬متحمسة‭ “‬أنتم‭ ‬محظوظون‭ ‬للغاية،‭ ‬إنها‭ ‬مناسبة‭ ‬نادرة‭ ‬حين‭ ‬ترون‭ ‬سلحفاة‭ ‬بحرية‭ ‬وسمك‭ ‬قرش‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭”.‬

Anantara Kihavah Beach Pool Villa

استرخ‭ ‬في‭ ‬فيلا‭ ‬حمام‭ ‬السباحة‭ ‬الخاصة‭ ‬بك

وهناك‭ ‬شيء‭ ‬تأملي‭ ‬حول‭ ‬جزر‭ ‬المالديف‭: ‬أهي‭ ‬روعة‭ ‬ملايين‭ ‬النجوم‭ ‬المتلألئة‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬بها‭ ‬سماء‭ ‬منتصف‭ ‬الليل،‭ ‬أم‭ ‬فرحة‭ ‬النسيم‭ ‬البارد‭ ‬أم‭ ‬المفاجأة‭ ‬السعيدة‭ ‬عند‭ ‬رؤية‭ ‬حيوانات‭ ‬كأبو‭ ‬بريص‭ ‬أو‭ ‬السلطعون‭ ‬الذي‭ ‬يرجع‭ ‬سريعًا‭ ‬إلى‭ ‬ملجأه‭.  ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭  ‬بل‭ ‬إن‭ ‬جاذبية‭ ‬الجزيرة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬مياهها‭ ‬الزرقاء‭ ‬العميقة‭ ‬وفكرة‭ ‬الغطس‭ ‬لرؤية‭ ‬أسماك‭ ‬مانتا‭ ‬المرجانية‭ ‬جعلني‭ ‬أشعر‭ ‬بالدهشة‭ ‬والإثارة‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬فيه‭. ‬وكنت‭ ‬قد‭ ‬شاهدت‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬لهذه‭ ‬المخلوقات‭ ‬الضخمة‭ ‬استعدادًا‭ ‬لهذه‭ ‬الرحلة‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬،‭ ‬وبينما‭ ‬يمضي‭ ‬الوقت‭ ‬حتى‭ ‬تنتهي‭ ‬رحلتنا،‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬الانتظار‭. ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أشاهد‭ ‬مؤخرًافلجيسون‭ ‬ستاثام،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬كافيًا‭ ‬ليمنعني‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭. ‬بسترة‭ ‬نجاة‭ ‬قوية‭ ‬مربوطة،‭ ‬ركبت‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬القارب‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬لقرابة‭ ‬45‭ ‬دقيقة‭ ‬نحو‭ ‬خليج‭ ‬هانيفارو،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬منطقة‭ ‬لتغذية‭ ‬أسماك‭ ‬المانتا‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬محمية‭ ‬با‭ ‬أتول‭ ‬حيث‭ ‬تتجمع‭ ‬هذه‭ ‬الكائنات‭ ‬الساحرة‭ ‬في‭ ‬مجموعات‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬سمكة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بين‭ ‬يونيو‭ ‬وأواخر‭ ‬نوفمبر‭.‬

وقال‭ ‬مرشدنا‭ ‬بينما‭ ‬استمر‭ ‬القارب‭ ‬في‭ ‬الاهتزاز‭ ‬جيئة‭ ‬وذهابًا‭ ‬بين‭ ‬المياه‭ ‬المتقلبة‭:”‬لا‭ ‬تطاردهم،‭ ‬دعهم‭ ‬يسلكون‭ ‬طريقهم‭ ‬إليك‭. ‬سمك‭ ‬راي‭ ‬مانتا‭ ‬العملاق‭ ‬مرح‭ ‬وفضولي‭ ‬بطبيعته،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬تفاجأ‭ ‬إذا‭ ‬ابتعدت‭ ‬عن‭ ‬التفاعل،‭ ‬واقتربت‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬تجنب‭ ‬التلامس‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬لحظة‭”. “‬إن‭ ‬لديها‭ ‬أكبر‭ ‬نسبة‭ ‬بين‭ ‬الدماغ‭ ‬والجسم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أسماك‭ ‬راي‭ ‬مانتا‭ ‬وأسماك‭ ‬القرش،‭ ‬كما‭ ‬
أنها‭ ‬كائنات‭ ‬ذكية‭ ‬للغاية‭. ‬يقول‭ ‬الكثيرون‭ ‬إنهم‭ ‬قد‭ ‬يشعرون‭ ‬بعلاقة‭ ‬عاطفية‭ ‬كلما‭ ‬كانوا‭ 
بقربها‭”.‬
  ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬بشدة‭. ‬ومع‭ ‬ظهور‭ ‬ضجة‭ ‬مفاجئة‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬وصوت‭ ‬صفير،‭ ‬علمت‭ ‬بوصول‭ ‬شيء‭ ‬مبهج‭. ‬ركضت‭ ‬إلى‭ ‬مقدمة‭ ‬القارب‭ ‬وانضممت‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬المتفرجين‭ ‬الذين‭ ‬راقبوا‭ ‬برعب‭ ‬اختفاء‭ ‬جسم‭ ‬سمك‭ ‬راي‭ ‬مانتا‭ ‬في‭ ‬الأعماق‭ ‬بسرعة‭ ‬خاطفة‭. ‬ثم‭ ‬صاح‭ ‬مرشدنا‭ ‬قائلًا‭ “‬هيا‭ ‬بنا‭”. ‬تدافعت‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬السفينة‭ ‬محاولاً‭ ‬عدم‭ ‬السقوط‭ ‬على‭ ‬زعانفي‭ ‬الضخمة‭ ‬أثناء‭ ‬البحث‭ ‬بشكل‭ ‬محموم‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬عن‭ ‬أنبوب‭ ‬التنفس‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مكانه‭. ‬ثبتُ‭ ‬قناع‭ ‬الوجه‭ ‬ثم‭ ‬قفزت‭ ‬من‭ ‬القارب‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬الدافئ‭ ‬وأغرقت‭ ‬وجهي‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬وكنت‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لبدء‭ ‬رحلة‭ ‬سريعة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭. ‬

مرت‭ ‬15‭ ‬دقيقة،‭ ‬ثم‭ ‬25،‭ ‬وبعد‭ ‬35‭ ‬دقيقة‭  ‬لا‭ ‬زلت‭ ‬هناك،‭ ‬أمعن‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قناع‭ ‬الغطس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬شيئًا‭ ‬سوى‭ ‬فراغ‭ ‬مظلم‭. ‬كنت‭ ‬أعرف‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬حظر‭ ‬الحماية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فرضه‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬خليج‭ ‬هانيفارو‭ ‬سوى‭ ‬بخمسة‭ ‬زوارق‭ ‬و80‭ ‬زائرًا‭ ‬لمدة‭ ‬45‭ ‬دقيقة‭ ‬فقط‭. ‬وبهذه‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تغب‭ ‬عن‭ ‬ذهني،‭ ‬شعرت‭ ‬كأنني‭ ‬أتسابق‭ ‬مع‭ ‬عقارب‭ ‬الساعة‭ ‬أثناء‭ ‬محاولتي‭ ‬محاربة‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬الوشيكة‭ ‬التي‭ ‬بانتظاري‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الحين‭ ‬تغير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.  ‬فما‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الاستسلام‭ ‬والخروج‭ ‬إلى‭ ‬القارب،‭ ‬حتى‭ ‬هبط‭ ‬عملاق‭ ‬غارق‭ ‬في‭ ‬الثلج‭ ‬خلف‭ ‬ضباب‭ ‬من‭ ‬الفقاعات‭. ‬تجمد‭ ‬جسدي‭ ‬لبضع‭ ‬ثوان،‭ ‬وكأن‭ ‬الساعة‭ ‬قد‭ ‬توقفت‭ ‬وأنا‭ ‬تعجبت‭ ‬من‭ ‬جمالها‭ ‬الفاتن‭. ‬أما‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬ساد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬عاد‭ ‬علي‭ ‬بالنفع‭ ‬في‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالتجربة‭ ‬وبإمكاني‭ ‬أن‭ ‬أُقسم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬إلا‭ ‬سمكة‭ ‬راي‭ ‬مانتا‭ ‬وأنا‭ ‬بمفردنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭. ‬

دخل‭ ‬هذا‭ ‬الكائن‭ ‬المبهر‭ ‬وبدى‭ ‬حجمه‭ ‬أربعة‭ ‬أضعاف‭ ‬مني‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬بضع‭ ‬بوصات‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬أصابعيفي‭ ‬طقوس‭ ‬رقص‭ ‬مذهلة؛‭ ‬يتحول‭ ‬وينحرف‭ ‬وينزلق‭ ‬إلى‭ ‬الضباب‭ ‬النيلي‭ ‬دون‭ ‬عائق‭ ‬من‭ ‬الجاذبية‭. ‬وعلى‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬ذيله،‭ ‬ظهرت‭ ‬سمكة‭ ‬مانتا‭ ‬أخرى‭ ‬تتتبع‭ ‬بقع‭ ‬سوداء‭ ‬مغذية‭ ‬من‭ ‬العوالق،‭ ‬وظهر‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬منهم‭ ‬حينها‭ ‬اكتشفت‭ ‬أنه‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تصيح‭”‬يا‭ ‬إلهي‭” ‬داخل‭ ‬قناع‭ ‬الغطس‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬ولن‭ ‬تغرق‭.‬

أتفكر‭ ‬في‭ ‬السفر؟‭ ‬للحجز‭ ‬في‭ ‬رحلة،‭ ‬يُرجى‭ ‬الاتصال‭ ‬بالرقم 800 DNATA أو‭ ‬زيارة‭ ‬الموقع dnatatravel.com